احترام الوقت
الوقت كلمة بسيطة في لفظها جليلة في معناها وأهميتها والوقت كلمة نعرفها جميعاً . إلا أن القليل منا من يقدر الوقت حق تقديره ويتقن التعامل معه من أجل الإفادة القصوى منه . ولعل من أظهر العيوب التي تتمحور حولها معظم السلبيات تكمن في عدم احترام قيمة الوقت مقارنة مع من سبقوا في ساحات التطور . لقد صار ضرورياً احترام مبدأ الوقت ، وتأكيد أهميته في أداء العمل لأنه ينمي نجاح الإنسان ويصقل صورته الملتزمة في عمله وهذا توكيد أهمية الوقت صار له أثر ايجابي يفتح الأبواب إلى الرقي والتقدم في أي مجال من مجالات الحياة العملية ولا سيما الدراسة والوظيفة إذ إن من يحترم الوقت يصبح مع مضي الوقت أكثر احتراماً من قبل أساتذته ورؤسائه . فعلينا أن نعي أهمية الوقت ونقدره ولا نضيعه فيما لا يفيد .فالتقدم والتحضر لا يكون إلا نتيجة احترام الوقت والاعتناء به فالإنسان النابه هو من يقدر الزمن ويحافظ عليه والمتفوقون في مناحي الحياة كلها هم من يستثمرون أوقاتهم ويحصدون نتائج هذا الاستثمار الرابح وأمامكم الشعوب المتقدمة والمتمدنة خير دليل على ذلك إذ لولا تبجيلها للوقت والتعامل معه على وفق خطط منهجية مدروسة لما تفتحت أمامها أبواب الرقي والنمو . إن ثقافتنا الإسلامية تدعو إلى احترام الأوقات والالتزام بها .ولو تتبعنا مدى اهتمام ديننا العظيم بمسـألة الوقت ، لوجدنا أن أهم أركان الإسـلام مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالوقت . فالصلاة والصوم والحج والزكاة كلها لها .
اهمية الوقت
أوقات محددة تعبر بوضوح وتشير إلى أهمية الوقت قال تعالى :( إن الصلوة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا ) وهذا أكبر دليل على قيمة الوقت لأن الله سبحانه وتعالى وقت الصلاة بأوقات خمسة في اليوم ونعلم أن لكل صلاة من الصلوات الخمس وقتاً خاصاً بها ومن ضيع هذا الوقت ولم يؤد فيه صلاته كان آثماً وقال تعالى : " إذا نودي للصلوة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون الجمعة : 9 وقال تعالى : ( شهر رمضان الذي أنزل فيـه القـرءان البقرة : 185. ولأهمية الوقت أقسم الله عز وجل بأوقات وأزمنة لما لها من عظیم فقال سبحانه * والعصر إن الإنسان لفي خسر العصر : ۱ - ۲ وقال : والصحى واليل إذا سجى - - الضحى : ۱ – ۲ وقال : والفجر وليال عشر - الفجر : ۱ – ۲ وقال : ( وكلوا واشربوا حتى يتبين لك الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر البقرة : ١٨٧ فهذه كلها أدلة على أن الإسلام يحثنا بل ويأمرنا باستثمار الوقت في كل ما هو حلال ، ويعود نفعه على الفرد والمجتمع بأسره ، وبالضد من ذلك نجد كثيرين لا يعيرون انتباها واهتماماً للوقت مع علمهم ان كل شيء مفقود يمكن للإنسان أن ي سترجعه إلا الوقت لذلك فإن قتل الوقت وإهداره يعد جريمة ، من ذلك التسلية العبثية غير ذات الجدوى ، والترفيه الزائد عن الحد ، وسهرا رات المجاملة ، والتسكع والجلوس على الأرصفة وارتياد المقاهي كلها تعد أموراً في غاية الخطورة .إذن ، علينا أن نتعلم معنى احترام الوقت ، ولا سيما اننا نعتمد في ذلك على أوامر وتعاليم دينية فرضها ديننا الحنيف في الكتاب والسنة .ومن غير شك أن حسن أخلاق الناس ، رهين بمدى احترامهم للوقت والميعاد ، وهذا الاحترام سمة مميزة للمسلم الملتزم . ونؤكد أخيراً أن الوقت غال وثمين ، وقـد قـالوا : ( الوقت كالسيف ، إن لم تقطعه قطعك فيا عزيزنا الطالب تعلم حسن إدارة الوقت وتنظيمه لأن فيه النجاح الباهر وبالعكس من ذلك سوء إدارة الوقت وعدم القدرة على تنظيمه والالتزام بمواعيده يعد عدم احترام وخللاً في الشخص الذي لايحترم وقته ومواعيده فلا تضيع وقتك وأوقات الآخرين فيما لاينفع إذ قال رسول الله ( ص ) : ( اغتنم خمساً قبل خمس ، شبابك قبل هرمك ، وصحتك قبل سقمك وغناك قبل فقرك وفراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك ) واغلبها ترتبط بالوقت . ومما تقدم يتضح لنا جلياً وجوب استثمارالوقت والتخطيط له فيما ينفع ويفيد في الدنيا والآخرة . ، .
انتهى المقال ...
شكرا لكم