recent
أخبار ساخنة

ما هو أدب الجوارح

ما هو أدب الجوارح 

الجوارح جمع جارحة ، وهي العضو العامل من أعضاء الجسد ، والمقصود بالجوارح : جوارح الإنسان ، وهي : السمع والبصر واللسان والبدين والرجلين .


السمع

 فالسمع ، في حقيقته ، مفتاح مهم إلى قلب الإنسان وعقله والعضو المختص بالسمع اي ( الأذن ) يدخلها كل مسموع فهي لاتملك مصفاة تصفي ما يصلح سماعه ، أو تقبل ان تسمع هذا ، وترفض ذاك ، لأنها تستقبل أي شيء سواء كان حسنا أو قبيحاً ولذلك يجب على الإنسان أن يتحكم بما يسمعه من خلال وجوده في أماكن قد يضطر فيها إلى سماع أمر غير مرغوب فيه ، أو في الأقل عدم الاصغاء إليه وواضح أن هناك فرقا بين ما تسمع في مكان للعبادة ، و ما تسمع في مكان آخر مخصص للهو والعبث ، لذلك يجب علينا ان نتزه أسماعنا عن طريق مراعاة الضوابط الشرعية ، ومن ذلك إبعاد أنفـا وآذانها من مجالس الإثم والعصيان . وعلينا اختيار ما يسمع ، واجتناب سماع الغيبة والفحش والخوض في الباطل ، وقصر السماع على الحكمة والعلم النافع فهو غذاء الروح ، وينبغي حسن انتقاء هذا الغذاء لا أن من نتائجه الرحمة للإنسان كما ورد في القرآن الكريم ( وإذا قرئ القرءان فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون) 

البصر

أما أدب البصر  فيعني به ، أيها الطالب العزيز ، نظرك الذي يجب أن يكون قصده المودة للقريب والبعيد ، فالأصل أن ينظر الإنسان نظرة طيبة لا تضمر شيئا حينا ، ولا تنبئ بمعنى غير نظيف لأن العين نعمة إلهية كبرى أنعمها الله على الإنسان إذ يها يبصر ما حوله من المخلوقات والأشياء ، وبها يقرأ ويرى الآخرين ويملأ نفسه بجمال الكون والطبيعة وعجائبهما . وعلى الرغم من ذلك قد تكون العين وبالا على الإنسان في دنياه وآخرته إن لم يحسن استخدامها ضمن الحدود التي وضعها الخلاق العظيم ، ولذلك بعد حفظ العين من أبواب حفظ النفس وحصانتها ، لأنها إن نظرت إلى ما لا يحبه الله وبرضاه أفسدات الإيمان وأنست صاحبها الآخرة والحساب وللنظر المحرم عواقب شديدة جدا ، يستحق المرء بسببه الغضب الإلهي ، والحسرة في الدنيا والآخرة ، فمن يملأ عينيه من النظر الحرام ، يملا الله عينيه نارا يوم القيامة ، إلا أن يتوب ويرجع . وعلى العكس من ذلك فإن لغض البصر عن المحرمات آثارا حميدة في الدنيا والآخرة منها : الشعور بحلاوة العبادة ، وراحة القلب ، والحصانة من أي إثم ، وربما يسال الطالب العزيز عن وسائل معالجة آفة النظر ، فنقول له : إن الذي يحفظ الإنسان ويمنعه من الوقوع في النظرة الحرام ، وبعيده الى جادة الصواب إذا الحرف الإنسان لا سمح الله ، هما أمران أساسيان : أولهما تقوى الله ، فالتقي لا يتمكن منه الشيطان وجنوده وإن عاد وتاب واستغفر الله ، وقد اعترف إبليس بغرابته للناس ، فيما حكاه قوله تعالى قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين ( ٢ ) إلا عبادك منهم المخلصين - می ۸۲ إذ لا سلطة للشيطان على عباد الله المخلصين ، اي المختارين طاعة الله وتقواه . والأمر الآخر : هو الحياء ، فهو حاجز فعال أمام انحراف الإنسان حتى عده رسول الله شعبة من الإيمان فقال ( ص ) : ( الحياء شعبة من الإيمان )


اللسان

اللسان : إن من واجبات المسلم أن يلتفت ، بكل ما أوتي من حكمة ودراية للأحكام الإلهية التي أمره الله تعالى بها ، وأن يتأدب بآداب الشريعة التي تتطلب منه تنزيه جوارحه وإبعادها مما يخالف أوامر الله سبحانه  لذلك على المسلم ان يخضع جوارحه كلها للخصال الحسنة ، والأخلاق المحمودة ، ومن أبرز الجوارح التي أكرمنا بها الخالق المصور ( اللسان ) واللسان أيها الطالب العزيز عصلة لحمية صغيرة الحجم ، لكنه بعد سبباً رئيسا في دخول معظم أهل النار اليها ، وكذلك هو السبب الرئيس في دخول معظم أهل الجنة اليها ، لأن اللسان وإن كان صغير الحجم ، إلا أنه كبير الإثم ، فيروى أن معاذا ( س ) قال : يارسول الله وإنا لمؤاخذون بما تتكلم به ؟ فقال ( من ) : ( ثكلتك أمك يامعاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم ) . وفي الوقت نفسه هو مفتاح كل خبر واللسان من النعم العظيمة التي من الله تعالى بها على الإنسان ، قال عز من قائل التحمل له عينين ، ولسانا وشفتين : البلد : ۸ ۹ . واللسان يكون كله خيرات حينما يأتمر بأوامر صاحب العقل السليم الذي يكف آذاه اللسان ويعوده الخير ، وترك الفضول الذي لا فائدة منه ، والبر بالناس ، وحسن القول فيهم ، ولذلك حري بالإنسان أن يتأدب بما أمر الله تعالى ، وينتهي عما نهاه سبحانه من المحرمات كالغيبة وهي ذكر عيوب الإنسان المستورة وهو غائب للانتقاص منه ، وان يتجنب الكذب وهو من أسوأ الذنوب التي يرتكبها الإنسان ، وحتى ذلك النوع المسمى بالكذبة البيضاء إذ مما يجب على الإنسان عدم استسهال الكذب بمسمياته جميعا ، إلا في مواطن بينها الشري الناس .


اليد

 اليد : ان اليد التي خلقها الله تعالى لما فيها خدمة الإنسان فباليد يعمل الإنسان ، وبها يقاتل في سبيل الله ، ويحمي نفسه وأرضه وعرضه وباليد بتناول الأشياء . إلا أن هذه اليد التي يمكن الإفادة منها في صالح الإنسان ، يمكن أن تكون سببا لدخوله في المحرمات والمعاصي فيتعرض صاحب اليد لغضب الله وسخطه وتكون سببا في دخوله النار فقد حرم الشارع على البد أن تسرق ، ليس المال وحده ، وانما كل حق من حقوق الإنسان واليد كذلك قد تعتدي ، وقد نصر الآخرين ولذلك لابد من الانتباه الى اليد ومراقبتها وتهذيبها وتعويدها حتى تكون في كل أعمالها وحركاتها وسكناتها الله رب العالمين وتكون طريقا للاخلاق السعيدة من خلال أمور يكتسب فيها المؤمن صلاح آخرته كان يجاهد بيده في سبيل الله قال تعالى بتأيها الذين امنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة وجهدوا في سبيله لعلكم تفلحوت - السائدة : ، ويمكن ان تشارك اليد التي تمتد بالصدقة في التحايب في الله والحصول على ثوابه وأجره ، فالصدقة تقي المسلم حر يوم القيامة ، وتدفع البلاء عنه .


القدم

القدم : ان القدمين اللتين أنعم الله بهما على الإنسان واللتين تحملانه إلى كل مقصد يريده ، كان ينتقل بهما في أرض الله باحثا عن الرزق الحلال . أو ساعيا في قضاء حوائجه ، هاتان القدمان كغيرهما من الجوارح التي تحدثنا عنها ، كالسمع والـبصـر واللسان واليد خلقها الله وزين بها أجسامنا لجعلنا في أفضل صورة وأحسن تقويم ، ويجب أن تكون جميعها تحت سيطرة العقل السليم الذي يدرك وجوب طاعة الله تعالى ، ويفهم معنى اتباع رسالة نبيه العظيم ، وما لم تكن القدم كذلك فانها ستقذف بصاحبها إلى النار أو تعرضه لغضب الله وانتقامه وهي القدم نفسها التي قد تقود مصاحبها إلى الجنة إذا التزمت ما أملاه الشرع عليها والذي خلاصته العامة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والقدمان شأنهما شأن اليدين قد تكونان وسيلة لحياة في الآخرة طيبة وسعيدة إذا كان سعيهما الدائم إلى المساجد وهو من أعظم العبادات . والمشي لقضاء حاجة المؤمنين والمشاركة في خدمتهم والتعاون معهم وغير ذلك مما يستحب المشي إليه . وللقدمين معاصيهما إذ هناك كثير من النواهي المتعلقة باستعمال الإنسان قدميه بالمشي مثلا في خدمة الظالمين إذ يشارك حينذاك في ظلم الظالم الذي يرتكبه في حق الناس ، ولذلك ورد عن رسول الله ( ص ) .

من الانتباه الى اليد ومراقبتها وتهذيبها وتعويدها حتى تكون في كل أعمالها وحركاتها وسكناتها الله رب العالمين وتكون طريقاً للاخلاق السعيدة من خلال أمور يكتسب فيها المؤمن صلاح آخرته كأن يجاهد بيده في سبيل الله قال تعالى : (يأيها الذين ءامنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة وجهدوا في سبيله لعلكم تفلحون) ويمكن ان تشارك اليد التي تمتد بالصدقة في التحايب في الله والحصول على ثوابه وأجره فالصدقة تقي المسلم حر يوم القيامة ، وتدفع البلاء عنه .

أنه قال : ( من مشى مع ظالم ليعينه وهو يعلم أنه ظالم فقد خرج من الإسلام ) ومن النواهي أيضا المشي إلى أصحاب البدع والمشعوذين والسحرة ، وأدعياء تحضير الأرواح ومعرفة الطالع والمستقبل والإيمان بالنجوم والأبراج إذ إن هذه الأعمال ليست أكثر من بدع تفنن فيها أصحابها الدجالون لمصالح شخصية وكلنا تعلم أن ( كل بدعة ضلالة وكل ضلالة إلى النار ) . مما تقدم ندعوك عزيزنا الطالب إلى أن يكون الجهد الأكبر في تربية النفس منصبا على الاهتمام الكامل بجوارحنا ( أعضاء جسمنا جميعا ) فهي المعبر الأمثل عن أخلاقنا ، عن انسانيتنا عن كوننا مسلمين وان نوجه اهتماما خاصا إلى سلامة قلوبنا . فاذا سلم القلب سلمت الجوارح تلقائيا باذن الله ولا يمكن ان نثق بأن فلانا صاحب قلب سليم وهو يتكلم الكلام البذيء الفاحش ويسب ويشتم ويكفر ، فهذا محال لأن اللسان يعكس ما في القلب و ( المرء بأصغريه ، قلبه ولسانه ) ، فلا يستقيم إيمان حتى يستقيم القلب ، ولا يستقيم اللسان . إلا عندما يكون القلب نقيا ، سليما ، وصادقا . 



انتهى المقال ...
شكرا لكم
google-playkhamsatmostaqltradent