الحرية وانواعها
الحرية : هي جزء من الفطرة البشرية ، إذ إن هناك ميلا كاملا عند الإنسان لعدم الخضوع والرضوخ ، وإصرارا على امتلاك زمام القرار . والحرية بأسلوب آخر هي غياب الإكراه ، بمعنى استطاعة الأشخاص ممارسة أنشطتهم من دون إجبار ، ولكن بشرط الخضوع للقوانين المنظمة للمجتمع . والحرية كذلك إمكان اتخاذ القرار بلا قيود ، ومن غير أن يؤثر في حريات الآخرين . والحرية في الإسلام ، تبدأ من رضا المسلم المؤمن بقضاء الله وقدره الذي يعني أنه سبحانه بكل شيء عليم بما كان ، وما هو كائن وما سيكون . وقد بين الله للناس ، على ألسنة رسله طريق الرشاد وطريق الضلال وترك لهم حرية الاختيار ، وقال سبحانه : وهدينة التجدين البلد : أي طريقي الخير والشر فمن الكهف . ومن هذا نعي أن الإنسان شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر له القابلية على الانتفاء ، وهو يعلم أن ما أصابه ما كان ليخطئه ، وما أخطأه ما كان ليصيبه فيرضى ويسلم بأمر الله . . إذن ، الحرية مطلب لايختلف فيه اثنان ، إلا أن تلك الحرية لا تؤتي ثمارها الحقيقية إلا في ظلال الممارسة الصحيحة لها ، وبما لايعارض الدين ، أو الأخلاق ، أو القوانين ، أو حقوق الآخرين وحرياتهم ، وكما قيل : إن حريتك تنتهي حيث تبدأ حرية الآخرين . وقد عنيت الشريعة الإسلامية بحرية الفرد ، فرعت حريته في الاعتقاد ، ويعزز هذه الرعاية قوله سبحانه وتعالى : { لا إكراه في الدين ، فالإسلام منع إكراه المرء على عقيدة ما ، وأقر أن الفكر والاعتقاد لابد من أن يتسم بالحرية ، من غير إجبار ، أو تخويف ، أو تهديد ، قال تعالى : .. ولو شاء ربك لأمن من في الأرض كلهم جميعاً أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين . ومن المبادىء الإسلامية التي جاءت في الشريعة أنه لا حرية في فعل المعصية ، ووجوب التفريق بين الحرية والحرام ، فلا يصح أن تقول هناك حرية في التطاول على ثوابت الدين وأحكامه وشرائعه ، قال تعالى : ومن أضل ممن أتبع هويه يغير هدى من الله إن الله لا يهدى القوم الظالمين .
أنواع الحرية : الحرية أنواع ولكن أهمها : الحرية المتعلقة بحقوق الفرد المادية ، والمعنوية وحقوق الفرد المادية تشمل الحرية الشخصية والمقصود بها : أن يكون الإنسان قادرا على التصرف في شؤون نفسه وتتضمن شيئين :
- حرية الذات ، بمعنى أن الإسلام أكد كرامة الإنسان ، وعلو منزلته ، قال تعالى : { * ولقد كرمنا بني مادم } وتقرير الكرامة الإنسانية للفرد أيا كان الشخص ، رجلا أو امرأة ، حاكما أو محكوما ، فهو حق لكل إنسان من غير نظر إلى لون أو جنس أو دين .
- تأمين الذات : بمعنى أن الإسلام يضمن سلامة الفرد وأمله في نفسه وعرضه وماله . فلا يجوز التعرض للفرد بأي شكل من أشكال الاعتداء ، سواء كان يدنيا كالضرب أو على النفس كا لسب والشتم والازدراء . ولهذا وضع الإسلام زواجر وعقوبات تكفل حماية الإنسان ووقايته من كل ضرر أو اعتداء يقع عليه ، ليتسنى له ممارسة حقه في الحرية الشخصية .
وبعد الحرية الشخصية وهي من حقوق الفرد المادية تأتي حرية التنقل ، وحرية المأوى والسكن ، وحرية التملك ، وحرية العمل ، وهذا الذي ذكرنا هو ما يتعلق بحقوق الفرد المادية .
أما الحرية المتعلقة بحقوق الفرد المعنوية ، فتشمل :
- حرية الاعتقاد ، تقتضي حق الحوار والتعبير عن الرأي وممارسة الشعائر الدينية .
- حرية الرأي وتسمى أيضا بحرية التفكير والتعبير
- حرية التعلم : إذ إن طلب العلم والمعرفة حق كفله الإسلام لكل فرد .
- الحرية السياسية : ويقصد بها حق الإنسان في اختيار سلطة الحكم ومراقبة أدائها ومحاسبتها ونقدها .
إذن ، نفهم من كل ذلك أن الحرية في الإسلام لها دعائم ومقومات وأنها تتعدى ما يعبرون عنه بقولهم : ( أنت حر ما لم تضر ، بل إن الإسلام ، لحرصه على المسلمين ، يمنعهم حتى من ضرر أنفسهم ولذلك قال نبينا الأكرم : ( لا ضرر ، ولا ضرار ) أي لا ضرر بالنفس ولا بالآخرين .
لقد رفض الإسلام مفهوم الحرية المطلقة التي ليس لها رادع من مبدأ أو شرع وجعلها حرية مقيدة بقانون إلهي لا يأتيه الباطل أبدأ ولا يتطرق إليه النقص
انتهى المقال ...
شكرا لكم