recent
أخبار ساخنة

الغضب واضراره وعلاج الغضب

الغضب واضراره وعلاج الغضب


قد تخرج النفس الإنسانية عن طورها ، وتتجاوز حدودها إلى ما لا تحمد عقباه فنتور وتغضب وتقع فيما هو محذور وتبتعد عن التفكير العقلاني ، ولذلك يخطأ الغضبان في أغلب الأحيان ، فيتلفظ ما لا يجوز أن يتلفظ به ، ولربما يتعدى حدود الله ، فتبطش يداه أو يفعل أمراً لا يجوز له فعله ، وعلى هذا فالواجب على المسلم أن يسأل ربه أن يصرف عنه الغضب المذموم ، وأن يصرف عنه عواقبـه الـرديئـة ووساوسه الهالكة . وعلى المسلم أن يأخذ بالعلاج النبوي الوارد عن رسول الله ( ص ) في حديث الرجل الذي قال : ( يا رسول الله أوصني فقال :
لا تغضب ، قال زدني ، قال : لا تغضب ، قال : زدني . قال : لا تغضب ) فـكـرر له الوصية ثلاثا - كل ذلك لما للغضب من نتائج وأثام وخيمة .

الغضب

الغضب : حالة نفسية تبعث على هياج الإنسان ، وثورته قولا أو عملا ، وهو مفتاح الشرور ورأس الأثام ومفتاح الأزمات والاخطار . وقد تكاثرت الآثار في ذمه والتحذير منه .
قال الإمام علي ( ع ) : واحـذر الغضب ، فإنه جند عظيم من جنود إيليس » .

وقال الإمام الصادق ( ع ) : 《 الغضب مفتاح كل شر 》

وإنما صار الغضب مفتاحاً للشرور لما ينتج عنه من أخطار وأثام كالاستهزاء والتعيير والفحش والضرب والقتل ، ونحو ذلك من المساوى والغضب لا يحدث عفوا واعتباطاً ،  وإنما ينشأ من أسباب وبواعث تجعل الإنسان سريع التاثر منفعلا لايملك زمام نفسه .

 قد يكون منشأ الغضب غالباً أحد الأمور الأتية :
  1. إنحرافاً صحياً كاعتلال الصحة العامة أو ضعف الجهاز العصبي مما يسبب سرعة التهيج
  2. نفسياً : منبعثاً عن الاجهاد العقلي أو الأنانية ، أو الشعور بالإهانة ، والاستنقاص ونحوها من الحالات النفسية التي سرعان ما تستفز الإنسان وتستثير غضبه .
  3. اخلاقي كتعود الشراسة ، وسرعة التهيج ما يوجب رسوخ عادة العطب في صاحبه .

 اضرار الغضب

 للغضب أضرار جسيمة . و فادحة ، تضر بالانسان فرداً ومجتمعاً جسمياً ونفسياً ماديا وأدبياً ، فكم غضبة جرحت العواطف وشحنت النفوس بالأضغان ، وفككت أواصر التحاب والتألف بين الناس ، وكم غضبة زجت أناساً في السجون ، وعرضتهم للمهالك ، وكم غضبة أثارت الحروب وسفكت الدماء ، فراح ضحيتها الآلاف من الأبرياء فضلا عما ينجم عنه من المآسي والأزمات النفسية التي قد تؤدي إلى موت الفجأة . والعضب بعد هذا يحيل الإنسان بركاناً ثائرا يتفجر غيظاً وشرا ، فإذا هـو وحـش فـي صـورة إنسان ، فينطلق لسانه بالفحش والسداء ، وهتك الأعراض ، وإذا بيديه تتعشان بالضرب والتنكيل ورما أفضى الغضب إلى القتل وقد تنعكس آثار الغضب على صاحبه فينبعث في تمزيق توبه ولطم رأسه ، وربما قام بأعمال جنونية . فهذا القصب هو الغضب الأموم أما القضب الممدوح فهو الذي يكون الله ودفاعاً عن العقيدة فينبع من غريزة سليمة وقيم عليا ، تلهب في الإنسان روح الحمية والإباء ، وتبعته على التصحية والفداء في سبيل أهدافه الرفيعة ، ومثله العليا ، كالذود عن العقيدة وصيانة الأرواح والأموال ، والكرامات .


علاج الغضب

( 1 ) إذا كان منشأ الغضب اعتلالاً صحياً أو هبوطاً عصبياً مثلما هو في المرضى والشيوخ ونحاف البنية فعلاجهم - والحالة هذه - بالوسائل الطبية وتقوية صحتهم العامة وتوفير دواعي الراحة النفسية والجسمية لهم كتنظيم الغذاء والتزام النظافة ، ومارسة الرياضة الملائمة ، واستنشاق الهواء الطلق ، وتعاطي الاسترخاء العضلي بالتمدد على الفراش ، كل ذلك مع احتساب مرهقات النفس والجسم كالاجهاد الفكري والسهر المضي ، والاستسلام للكآبة ، ونحو ذلك من دواعي التهيج .

( 2 ) للغضب أسباب تستثيره أهمها : المغالاة في الأنانية والجدل والمراء الاستهزاء والتعبير والمزاح الخارج ، وعلاجه في هذه الحالات باجتناب أسبابه ، والابتعاد عن مثيراته قدر المستطاع فعندما تحسن التعامل مع الآخرين تبتعد عن الغضب . 
( ۳ ) تذكر مساوئ الغضب وأخطاره وانامه ، وأنها نصر بالعاصب أولا . وتضربه أكثر من المغضوب عليه قرب أمر تافه آثار غضبة عارمة أودت بصحة الانسان وسعادته . يقول بعض باحتي علم النفس : دع محاولة الاقتصاص من أعدائك ، فإنك محاولتك هذه تؤدي نفسك أكثر ما تؤذيهم ... إننا حين سمقت أعداءنا نتيح لهم فرصة العلبة علينا وإن أعداءنا ليرقصون طرياً لو علموا كم يسبون لنا من القلق وكم يقتصون منا إن مقتنا لا يؤديهم ، وإنما يؤدينا نحن ، ويحيل أيامنا وليالينا الى جحيم . وهـكـذا يـجـدر تـذكـر فـضـائل الحلم ، وآثاره الحليلة ، وأنه باعث على إعجاب الناس وثنائهم وكـسـب عواطفهم ، وخير محفز على الحلم قول الله عز وجل : (ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم  وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم)

( 4 ) تذكر إن سطوة الغضب . تعرض الغاضب لسخط الله تعالى وعقابه , ورما عرضته لسطوة من أغضبه واقتصاصه منه في نفسه أو في ماله أو في عزيز عليه

( 5 ) تذكر أن من الخير للغالب ضبط النفس والسيطرة على الأعصاب والتروي في أقواله وأفعاله عند احتدام القصب فذلك ما يخفف حدة التوتر والتهيج ، ويعيده إلى الرشد والصواب ، ولا ينال ذلك إلا بالتصبر والتعود قال أمير المؤمنين ( ع ) : « إن لم تكن حليها فتحلم فإنه قل من تشبه بقوم إلا أوشك أن يكون منهم » .

( 6 ) ومن علاج الغضب الاستعانة بالله من الشيطان الرجيم قال تعالى : (وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم ) والتوجه اليه سبحانه 
( 7 ) الوضوء قال ( صلى الله عليه وآله وصحبة وسلم ) : ( إن الغضب من الشيطان ، وإن الشيطان خلق من النار ، وإنما تطفأ النار بالماء ، فإذا غضب أحدكم فليتوضا ) .

( 8 ) تغيير الحالة التي كان عليها الغضبان : أن النبي ( ص ) : قال : إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس ، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع .

( 9 ) استحضار ما ورد في ثواب كظم الغيظ ، قال تعالى : قال تعالى { والكاظمين الغيظ } .

( 10 ) تذكر أن ترك الغضب من أسباب دخول الجنة جاء في رواية عن رسول الله ( ص ) : ( لا تغصب ولك الجنة ) .

( 11 ) السكوت ورد أن النبي ( ص ) قال : إذا غضب أحدكم فليسكت .

( 12 ) أن يروض الإنسان نفسه على الحلم والأناة وكظم الغيظ فإنه من يتحرى الخير يعطه ومن يتق الشر يوقه لذا يجب تجنب العصب لأن الغصب جمرة تتقد في القلب وتسعي إلى السطوة والانتقام والتشفي فإذا ما ضبط الإنسان نفسه عند الغضب وكبح جماحها عند اشتداد ثورته فإنه يحفظ لنفسه عزتها وكرامتها وبنای بها عن قل الاعتذار وصعبة القدم ، ومدمة الانتقام


الغضب ينقسم على قسمين 

القسم الأول : مذموم . وهـو الـغـضـب الـدنـيـوي الذي حذرنا منه النبي ( ص ) كما في حديث الباب .

القسم الثاني : مـحـمـود ، وهـو مـا كـان لله وللحق . بمعنى أن يـكـون غـضـبـا لله وللـحـق إذ يستحب الـغـضـب إذا انـتـهـكـت حـرمـات الله تعالى ؛ لأن ذلـك مـن تـعـظـيـم حرمات الله تعالى : قال تعالى : ذلك ومن يعظم حرمت الله فهو خير له عند ربه



اكتساب كظم الغيظ

ويستطيع الإنسان أن يـكـتـسـب فـضـيـلـة كـظـم الـغيظ حـتـى تـصـيـر مـن صـفـاتـه ذلك بشيئين :

أحدهما : ترويض النفس على الخير ، فإن النفس إذا روضتها على الخير اكتسبت هذا الخلـق وصـار مـن صـفاتها ، فإنـه مـن يـتـحـرى الخيـر يـعـطـه بنص السنة الصحيحة .

والآخر الصدق : فإن الله تعالى إذا اطلع على قلبك ورأى منك الصدق أوصلك إلى ما تصبو إليه .






انتهى المقال ...
شكرا لكم
google-playkhamsatmostaqltradent